مناظرة بين مفكر إسلامي وآخر لاديني في لندن حول وجود الله تنتهي دون تغيير في المواقف

جرت مناظرة في العاصمة البريطانية لندن بين المفكر الإسلامي آدم دين المذيع السابق في قناة (الإسلام) البريطانية والمتخصص في الفلسفة الإسلامية و الدكتور برندن لارفور الأستاذ بجامعة هارتفوردشاير حول وجود الله, إلا أن تلك المناظرة انتهت بدون تغيير أي من الطرفين لموقفه.


وقال المفكر الإسلامي, وهو أستاذ محاضر في العلوم الإسلامية, في المناظرة التي تناولتها هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) إن "لكل شيء سببا ولا يمكن أن يكون هذا الكون كله قد وجد من غير سبب، كما أن الإتقان الذي ينطوي عليه الكون في كل مظاهره أيضا يؤكد على أن له إله وأن هذا الإله هو الله".

وأضاف آدم دين إن "وجود معايير أخلاقية تحكم تعاملات الناس فيما بينها هي أكبر دليل على وجود قوة كبرى تحكم ضمائر البشر وتكون رقيبة عليهم وهذه القوة هي الله".

بالمقابل, قال الأستاذ بجامعة هارتفوردشير برندن لارفور أن "ظهور الديانات في العصور المختلفة كان نتاج ظروف اجتماعية واقتصادية وسياسية تعيشها هذه المجتمعات ولا شأن لظهور الأديان بوجود إله".

وأضاف لارفور أن "نظرية السببية في تفسير وجود الله تنطوي على خداع كبير لأن من يقول بها يفترض أن لكل شيء سببا وينفي وجود سبب لوجود الله نفسه", لافتا إلى أن "المعايير الأخلاقية لا تؤكد وجود إله لأن من لا يؤمنون بدين لديهم نفس المعايير الأخلاقية".

وفيما يخص القران, قال المفكر الإسلامي إن "القران نص معجز لم يستطع أحد أن يقلده على مدى نحو 1400 عام وقد جاء بنسق لغوي فريد من نوعه ما يؤكد أنه صادر عن إله".

في حين قال لارفور إن "كثيرا من المبدعين مثل شكسبير وفان جوخ جاءوا بأعمال لم يستطع أحد تقليدها على الإطلاق، فلا يمكن لشخص عادي أن يحكم على إنجاز شخص آخر في حين أنه ليست لديه أدوات الحكم على هذه الأعمال الإبداعية، لذلك لا يوجد هناك تأكيد على أن القرآن منزل من عند إله".

وجاءت هذه المناظرة بتنظيم من "مبادرة الحوار الإسلامية" في إحدى قاعات مسجد شرق لندن وحضرها أشخاص ينتمون إلى أديان مختلفة وكان من بينهم عدد كبير من غير المؤمنين بالأديان.

وتهدف المناظرات التي تنظمها مبادرة الحوار الإسلامية إلى تعريف الناس بأن الإسلام يهتم بالحوار ويستخدمه لتقوية العلاقات وعرض الآراء الفكرية المختلفة والعمل على تغيير الصورة النمطية عن المسلمين بأنهم ليسو على مقدرة على إجراء حوار, وذلك بحسب مدير المبادرة.