متسول اردني يمتلك سيارة بي أم و 4 محلات

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
سيارة المتسول في عمان

غزة-دنيا الوطن
يخرج كل يوم بسيارته السوداء من نوع ( بي ام دبيلو ) من منطقة سكنه في البقعة فيركن السيارة على جانب الطريق وينتقل الى كرسيه المتحرك المخصص لأعاقات الحركية ليدخل بعد ذلك في طور الحياة الثانية التي يعيشها !.
فهو يمتهن التسول طوال النهار ليعود في المساء الى منزله بعد ان يكون قد حصل على صدقات - هكذا يظن من قدمها من المواطنين- تتراوح من ( 30- 50 ) دينارا يوميا.
في الخمسينيات من عمره، استغل اعاقته الحركية فصار الكرسي المتحرك مصدر دخل حقيقي له ودافعا للأستمرار في التسول الذي جنى من ورائه مالا وفيرا اقتنى منه هذه السيارة الفارهة.
ضبطته أجهزة وزارة التنمية الاجتماعية مؤخرا في احد شوارع منطقة ام اذنية ، ليتضح أنه يمتلك من وراء تسوله سيارة خاصة به وبقالة وثلاثة محلات لبيع الورق الصحي باختلاف اشكاله اضافة الى امتلاكه ( بسطة ) لبيع المواد الخفيفة في منطقة البقعة،ودخله اليومي لا يقل عن الأربعين دينارا من التسول فقط.
هذا المتسول الذي ضبطته الوزارة مرات عديدة وقام الحاكم الاداري بفرض الاقامة الجبرية عليه في منطقة سكنه، لا يقتنع الا بالتسول فما ان تنتهي المدة الزمنية المخصصة للأقامة الجبرية حتى يعود للتسول مستغلا اعاقته رغم وضعه المادي الميسور الحال.
مدير برنامج مكافحة التسول في الوزارة خالد الرواشدة اشار الى ان هذا المتسول يعكس مدى استغلال فئة من المعاقين لاعاقاتهم في التسول واستغلال عطف المواطنين مع هذه الفئة التي لا تحترم اعاقتها وتستغلها بهذه الصورة.
واضاف الرواشدة ان الوزارة تعاملت مع هذا المتسول مرات عديدة وتم فرض الاقامة الجبرية عليه في السابق لمدة ستة شهور الا انه لا يلبث ان يعود للتسول بعد انتهاء المدة الزمنية المخصصة لاقامته.
وبين الرواشدة ان هذا المتسول يعتبر من المتسولين الممتهنين الذين يعتبرون التسول مهنة لا عودة عنها ولا يمكنهم التنازل عنها اضافة الى مقاومته المستمرة للمسؤولين عن تنفيذ حملات مكافحة التسول وضبطهم واصراره على البقاء في كرسيه المتحرك يجول بالشوارع مستغلا اعاقته التي ساعدته في تكوين وضع مادي يغنيه عن الاستمرار في التسول ان رغب بذلك.
الا انه- كما يؤكد الرواشدة - فان التسول بالنسبه له ولكثيرين من المتسولين تعني الحفاظ على دخل مالي دون تحمل مشقة او محاولة ايجاد اية مهنة توفر لهم دخلا ماليا كريما يغنيهم عن ما يقومون به.
في هذا الصدد ، تستعد وزارة التنمية الاجتماعية الجهة التي تتعامل مع المتسولين بالتعاون مع جهات اخرى للتعامل مع هذه الظاهرة خلال الفترة الاولى لتنظيم حملة لمكافحة التسول المنظم الذي تقف وراءه مجموعات تتولى التعامل مع المتسولين وتوزيعهم وتجنيد بعض الفئات في المجتمع للعمل في التسول ولو باستخدام وسائل عنيفة خصوصا من افراد الاسرة الواحدة التي يكون في الغالب احد افرادها متسولين كالاب او الاخ او العم.
واشار الرواشدة ان هناك ما يسمى '' بعصابات التسول '' في مناطق معينة تم التعرف عليها مؤخرا وسيصار الى العمل على ضبطهم ومكافحة كل ما يقومون به للتسول سواء كان استغلال افراد او اعاقات او استخدام العنف اثناء التسول.
واستشهد الرواشدة بقصة الفتاة مبتورة اليدين في الثلاثينيات من عمرها التي ضبطتها الوزارة ايضا مؤخرا وهي تتسول تعكس صور العنف الذي يمكن لزوجة الاب ان تقوم به من زج اولاد وبنات واطفال زوجها للشارع للتسول.
هذه الفتاة التي اجبرتها زوجة ابيها للخروج للتسول وهي مبتورة اليدين تستغل اعاقتها هذه في استعطاف الاخرين.
وتبعا للرواشدة فانه تم ضبطها في منطقة الشونة الشمالية برغم انها من سكان عمان الا انه يتم ايصالها يوميا في سيارة مرسيدس لمناطق مختلفة لا تبقى في كل منطقة اكثر من ساعات كي لا يتم ضبطها بسهولة .
واوضح الرواشدة ان هذه الفتاة تتم مراقبتها وحمايتها من قبل اشخاص في ثلاث سيارات مختلفة النوع بحيث يتولون مراقبتها وتوفير الحماية لها ان تطلب الامر ذلك، مشيرا الى ان قيمة ما تحصل عليه الفتاة من خلال التسول يصل الى مئة دينار يوميا.
''ما يدل - يضيف - على ان التسول في كثير من الحالات لم يعد فرديا بل صار منظما يحتاج لنوع مختلف من المكافحة تتناسب مع نوعيته واساليبه'' .
هذه الفتاة كانت الوزارة قد ضبطتها في فترات سابقة ووضعتها في احد مراكز الرعاية والتاهيل الا انها عندما تخرج يتم اجبارها من قبل زوجة ابيها للتسول مرة اخرى. غير انه استدرك انه سيصار الى اعادة تحويلها لاحد المراكز المتخصصة في الرعاية و التاهيل.
الرأي الاردنية-سهير بشناق