حكاية خطف المليونير الحمصي

من طرف **admin** الأربعاء أبريل 08, 2009 11:34 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

المكان الذي خطف من أمامه وجيه

سيريانيوز تنفرد بنشر حقائق وطرائف عملية الخطف

الخاطفون كانوا يبحثون على (مصدر رزق) ومن فرحهم بالمخطوف (ناموا) وتركوه طليقاً

روايات متعددة, وأقاويل كثيرة, رغم أن الحدث واحد, البعض ربط الموضوع بملاءة والد المخطوف المالية, فيما زعم آخرون أن للقضية بعداً ثأرياً, وأخيراً كان ثمة شائعة عن وجود رائحة أنثوية في القضية.

سيريانيوز تحاول كشف اللثام عن خفايا قضية خطف ابن المليونير فرحان الرجوب.

يوم غير عادي

الرابع من شهر شباط لم يكن يوماً عادياً بالنسبة لوجيه الرجوب – على الأقل حتى الساعة الواحدة ليلاً – عندما هم بالخروج من مكتبه مستقلاً سيارته الخاصة, حيث اعترضه ثلاثة من الشبان بسيارة (جيب سوداء) منتحلين صفة أمنية طالبين منه الامتثال لأوامرهم, وخلال أقل من عشر دقائق كان وجيه مع الخاطفين في سيارتهم مقيد اليدين, مغطى الرأس بسترة سوداء, فيما كان أحد الخاطفين يقوم بضربه بأخمص مسدس حربي على رأسه.

"بإحدى الغرف في منزل ضمن أرض وعرة تم احتجازي" هكذا بدأ وجيه حديثه مع سيريانيوز عن رحلة عشر ساعات من الخطف, تعرض خلالها للضرب وسلب محفظته وجهازي جوال خاتم ذهبي مع ساعة يد ثمينة.

طلب فدية بقيمة مائة مليون ليرة سورية

بعد مرور أكثر من ساعة على تواجد وجيه بين يدي الخاطفين ورد أكثر من اتصال من زوجته على هاتفه النقال, لكنهم لم يسمحوا له بالرد إلاّ بشرط أن يطلب من زوجته إعلام أخيه بضرورة الاتصال به, وبالفعل قام (وائل) شقيق المخطوف بالاتصال بأخيه حيث علم بأنه (مخطوف) وباستلام أحد الخاطفين الهاتف النقال طلب "فدية مقدارها مليوني دولار مقابل ترك وجيه" مع التهديد بلهجة عراقية بقتله زاعماً أنهم "على طريق العراق حيث تبعد الحدود عنهم أقل من مائة وخمسين كيلو متر" مع إعطاء مهلة حتى صباح اليوم التالي.

حراس سكارى وهروب ميسر

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]مع مرور الساعات ثقيلة على الخاطفين والمخطوف حتى انتصف الليل كان لابد من تبادل الأدوار, وخاصة مع قدوم شخصين ليأخذا مكان الخاطفين الأربعة الذين رافقوا المخطوف برحلته من حمص, مع توصية زعيم العصابة لوجيه بعدم "القيام بأي تصرف أحمق", ولكن عند الساعة التاسعة صباحاً كان قد غلب النعاس على الحراس الخاطفين من شدة "الشرب" الذي فاحت رائحته منهما, مما سنح لوجيه فرصة الهرب واللجوء لأقرب منزل صادفه في طريقه.

على مسافة خمسمائة متر تقريباً وصل وجيه إلى منزل, ورغم رجاؤه الحار لأصحاب المنزل بالسماح له بالدخول إلاّ أن الخوف من منظر يديه المكبلتين ووجهه المضرج بالدم دفع بصاحب المنزل للاستعانة بجاره الذي أعلم إحدى الجهات الأمنية في مدينة الرستن, حيث اتضحت الصورة أخيراً عن سر هذا الزائر المكبل اليدين.

رحلة التحريات للقبض على العصابة

لم يكن ثمة أحد في المنزل الذي داهمته دوريات الأمن الجنائي من فرع حمص, ومع ذلك كان ثمة خيوط تؤكد كل ما قاله وجيه أمام المحققين, حيث طابق وصفه للغرفة التي كان محتجز بها, كما وجد عناصر الأمن محفظته الخاوية من أي شيء, لتبدأ رحلة البحث عن الخاطفين وتمتد على مدى أكثر من عشرة أيام حتى تم إلقاء القبض عليهم, ولتضح حقائق عملية الخطف التي شغلت الشارع الحمصي وما زالت حتى اليوم, بسبب دور ورود اسم أحد الأشخاص كمخطط للعملية رغم كونه ابن عائلة ذات سمعة عريقة في المدينة, وتربطه بآل رجوب وعائلة وجيه تحديداً درجة قرابة.

توزيع الأدوار في فيلم الخطف

مع متابعة تفاصيل التحقيق علمت سيريانيوز بأن أفراد العصابة تنوعت مهامهم في عملية الخطف, وبالتفاصيل فقد كان الخاطفين الذين اقتادوا وجيه من أمام مكتبه أربعة أشخاص هم "مصطفى بكور, سلامة الحسين, حسين الحسين, علاء بحبوح" وفي الوقت الذي كان مصطفى يراقب الطريق العام أمام مكتب وجيه يوم تنفيذ العملية كان سلامة يقوم سيارة الجيب التي نفذت بها العملية, فيما كان دور حسين وعلاء هو التحدث مع وجيه وإيهامه بأنهم دورية أمنية مع إشهار مسدس حربي وحمله على الصعود معهم بسيارتهم, حتى الوصول إلى منزل (محمد القزيز) حيث تم احتجازه هناك.

أفراد العصابة أجمعوا على أن المخطط الرئيسي والعقل المدبر للعملية هو المدعو "نور الدين كريش" وهذا الاسم الذي أثار الكثير من شارات الاستفهام والتعجب.

دور "نور الدين" في العملية

وفق ما ورد في إفادات أفراد العصابة فإن "المخطط والمحرض على عملية الخطف هو نور الدين بغرض الطمع والحصول على المال لمعرفة الأخير بأحوال عائلة وجيه المالية الممتازة" وقد كان قد تعرف على "سلامة" في السجن لدى إحدى الجهات الأمنية حيث كانا يقضيان (بموضوعين منفصلين) عقوبة لأجرام ارتكبوها كلً على حدا, وبعد خروجهما من السجن التقيا على شجون "سوء الأحوال المالية بعد الخروج من السجن" فكانت الفكرة "بخطف أولاد بعض الأثرياء من أهالي حمص وطلب الفدية من ذويهم" وبدء التخطيط للتنفيذ مع اختيار (وجيه) بأول عملية, حيث كان يقوم سلامة برفقة نور الدين بالمرور بسيارة أحدهما من أمام مكتب والد (وجيه) ليتعرف (سلامة) على شكل (وجيه) كون (نور الدين) سيكون بعيداً لحظة تنفيذ العملية.

فيما ضمت اعترافات (نور الدين) في التحقيقات الأولية تأكيداً لما جاء في اعترافات أفراد العصابة مضيفاً بأنه "قد قام بتأمين كافة المعلومات اللازمة عن (وجيه) لزوم العملية" والتخطيط لاحقاً لخطف ابن رجل أعمال آخر في حمص من آل العكام بعد الانتهاء من العملية الأولى.

نور الدين وقبيل القبض عليه كان يفاوض (سلامة) على إخلاء مسؤوليته عن الحادثة مقابل دفع مبلغ مالي قدره خمسة مليون ليرة سورية للمنفذين على أن يقروا بعدم اشتراكه بأي شيء في عملية الخطف.

حقيقة علاقة فتاة بالعملية

شائعات كثيرة سرت بين أهالي مدينة حمص عن وجود علاقة لموضوع الخطف بفتاة (غير معروفة) وهذا الأمر ورد في اعترافات (سلامة) من جهة و (نور الدين) أيضاً من جهة ثانية لكن على أساس أن يتم "رفع شكوى كيدية بحق وجيه من قبل فتاة محددة بالتنسيق مع أحد المحامين, على أن وجيه قد قام باغتصابها وفض بكارتها, ثم إدارة مفاوضات مع أهله ليتنازل عن دعواه ضد الخاطفين مقابل التخلص من هذه الدعوى الكيدية".

كما أن (سلامة) كان قد حاول استدراج (وجيه) عبر الهاتف عن طريق إحدى الفتيات بدل الخطف من أمام مكتبه, إلاّ أن وجيه لم يتجاوب معها مما أفشل الخطة هذه".

ابن نور الدين يرفض كل التهم الموجهة بحق أبيه

أنور الابن الأكبر لنور الدين وفي لقاء مع سيريانيوز أكد عدم وجود أية خلافات سابقة مع عائلة المخطوف, كما نفى أن يكون أباه متورطاً فعلاً في هذه العملية, كونه يمتلك مطعماً معد لبيع اللحوم, وهو من عائلة لم يكن لها أية مشاكل مع أحد سابقاً.

أنور الذي تمنى أن يأخذ القضاء مجراه دون أي تدخلات جانبية لتظهر العدالة التي يبحث عنها جميع الأطراف, ومعهم الشارع الحمصي.

أحمد ح صطوف - سيريانيوز – حمص