دراسة رسمية: المواطن السوري ينفق على الغذاء وسطيا 42 % من إجمالي إنفاقه

من طرف **admin** الجمعة أغسطس 01, 2008 3:09 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

خبير: ارتفاع الإنفاق على الغذاء يؤثر على مستوى إنتاجية الفرد وعلى النمو الاقتصادي في البلاد

قالت دراسة رسمية إن "المواطن السوري ينفق وسطيا على الغذاء 42 % من إجمالي إنفاقه وخاصة بالنسبة إلى الشرائح الفقيرة والمتوسطة".

وأضافت الدراسة التي أعدها المركز الوطني للسياسات الزراعية بعنوان "الأمن الغذائي وارتفاع أسعار الأسواق العالمية قضايا هامة لسورية" أن "هذا الموضوع تفاقم أكثر عندما رفعت الحكومة أسعار المحروقات وخاصة المازوت الذي يشكل بحدود بين 15-25% من تكاليف إنتاج المواد".

ورفعت الحكومة السورية أسعار مادة المازوت في أيار الماضي من 7 ليرات سورية لليتر إلى 25 ليرة في إطار سياستها لـ"ترشيد" الدعم.

ولفتت الدراسة إلى أن "معظم المنتجات الزراعية ارتفعت بشكل تدريجي منذ العام 2000 إلى عام 2006, فيما تسارع ارتفاع أسعارها دراماتيكيا خلال العام, حيث جرت زيادة كبيرة خلال نفس العام بين بدايته ونهايته واستمرت حتى الأشهر الأولى من عام 2008".

وكانت الزيادة الوسطية بين شهري شباط 2007 وشباط 2008 بحدود 50% وتفاقمت حتى أواخر أيار الماضي, حيث وصلت إلى أرقام غير مسبوقة بالنسبة للعديد من المنتجات كالقمح والرز والزيوت النباتية ومشتقات الحليب والأعلاف قاربت 100%.‏

وأرجعت الدراسة أسباب ارتفاع أسعار المواد الغذائية لمجموعة من العوامل المتداخلة مثل انخفاض إنتاج السلع الرئيسية في العديد من الدول المنتجة لها نتيجة سوء الظروف الجوية وانخفاض المخازين العالمية, وتعرض الكثير من الدول للكوارث الطبيعية أو الجفاف والاعتماد على المنتجات الزراعية لاستخراج الوقود الحيوي".

وقال الخبير بالمركز الاقتصادي السوري رامز باديب لـسيريانيوز إن "إنفاق 42% من سلة الاستهلاك لدى السكان على الغذاء، تأتي على حساب أشكال الإنفاق الأخرى سواء الصحة أو التعليم وغيرها, وهذا له منعكسات اقتصادية على مستوى إنتاجية الفرد في سورية وبالتالي على النمو الاقتصادي في البلاد بصورة عامة".

وأضاف باديب أن "استمرار ارتفاع الأسعار في سورية بنسبة تفوق نسبة ارتفاع الدخول فيها وهو ما يحصل حالياً سيعني ارتفاع مؤشر الغذاء من سلة الاستهلاك إلى أكثر مما هو عليه الآن, وسيشكل تحدياً جديداً للنمو الاقتصادي الذي تسعى له البلاد"، مشيرا إلى أن "ذلك يفرض على الحكومة إيجاد حلول ناجعة لكبح جماح الأسعار في الأسواق بصورة تترافق مع رفع مستمر في مستوى الدخول".

وعن تأثير ارتفاع أسعار المازوت على الزراعة والأمن الغذائي, قال الخبير الاقتصادي إن " تأثيرات ارتفاع أسعار المازوت ملحوظة على كثير من الزراعات التي تشتهر بها سورية وذلك نتيجة ارتفاع تكلفة ري هذه المحاصيل التي منها ما له علاقة بالأمن الغذائي كالقمح الذي بات يعاني من تراجع مستمر في المحصول وانخفاض في المخزون".

وأشار باديب إلى انه "لابد من تعويض الدعم الذي خسره الفلاح بارتفاع أسعار المازوت بأشكال أخرى للدعم، وهو ما تعمل عليه الحكومة كصندوق دعم الإنتاج الزراعي أو رفع أسعار شراء المحاصيل، ولكن تبقى المطالبة في الوقت نفسه بضرورة الإسراع باتخاذ هذه الإجراءات، لئلا تفقد سورية الميزة الرئيسية التي ميزتها لسنوات طويلة وهي الاكتفاء الذاتي الغذائي و تصدير الفائض."

وكانت الحكومة السورية اتخذت في الأشهر الماضية العديد من الإجراءات لدعم القطاع الزراعي كرفع أسعار المحاصيل الإستراتيجية كالقمح والشعير والقطن بالإضافة إلى إحداث صندوق الدعم الزراعي الذي يهدف إلى دعم مستلزمات الإنتاج والمحاصيل ذات البعد الاجتماعي.