مديرة صندوق المعونة الاجتماعي: الصندوق سيعين الأشد فقرا وليس المواطن العادي

من طرف **admin** الإثنين يونيو 23, 2008 12:15 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]"ليس من مصلحة العراقيين والفلسطينيين الاستفادة من هذا الصندوق لأنهم قد يخسرون منح أخرى"

قالت مديرة المشروع الوطني لصندوق المعونة الاجتماعية ليندا عبد العزيز في حديث مع سيريانيوز إن "صندوق المعونة سيستهدف الشرائح الأكثر فقرا والأقل دخلا الذين لا يستطيعون تلبية حاجاتهم الأساسية", مشيرة إلى أنه "لا يجب أن يفهم أن الهدف من الصندوق, الذي سيبدأ تقديم الإعانات في العام 2009, هو رفع المستوى المعيشي للمواطن السوري عموما".

وكانت الحكومة أقرت في شباط الماضي مشروع قانون لإحداث الصندوق الوطني للمعونة الاجتماعية والذي يستفيد من خدماته المواطنون السوريون وأفراد أسرهم.

وأضافت عبد العزيز أن "هذا الصندوق جزء من شبكة الأمان الاجتماعي التي تعتزم الحكومة تطبيقها لتقليل الآثار السيئة للانتقال إلى اقتصاد السوق الاجتماعي", مشيرة إلى أنه "جرى تحديد 110 معايير مرتبطة بالواقع المعيشي للمواطن السوري سيتم من خلالها تحديد الفئات المستهدفة من الصندوق".

ويهدف هذا المشروع ,حسب المصادر الحكومية, إلى المساهمة في الحد من الفقر من خلال تقديم إعانات دورية أو طارئة لفئات معينة من المواطنين المستحقين وفق معايير محددة وذلك لرعاية الأفراد والأسر المستهدفة من خلال تقديم الإعانات النقدية أو العينية المتكررة أو الطارئة.

واستبعدت عبد العزيز أن يكون هناك أي تحديد "مزاجي" للفئات المستفيدة من الصندوق, لكنها أشارت إلى أن "هامش الخطأ وارد, ونحن نسعى إلى تضييقه قدر الإمكان من خلال وضع المعايير الموضوعية للفئات المستهدفة".

وحسب هيئة تخطيط الدولة, تبلغ نسبة الأسر الأكثر فقرا حوالي 11.3% من الأسر السورية.

وفي ما يلي الحديث الكامل مع مديرة صندوق المعونة الاجتماعية:

ما الهدف من تأسيس صندوق المعونة الاجتماعي وما هي الفئات التي يستهدفها؟

هو عبارة عن شبكة أمان اجتماعي ضمن حزم الأمان الاجتماعي التي تعتزم الحكومة تطبيقها للتقليل من الآثار السيئة لتطبيق اقتصاد السوق الاجتماعي على الشرائح الأشد فقرا والأقل دخلا وبالتالي تمنع تدني المستوى المعيشي لهذه الشرائح التي لا تستطيع تلبية حاجاتها الأساسية, وأريد أن أشير إلى شيء هنا أن اسم الصندوق تغير من الرفاه الاجتماعي إلى المعونة حتى لا يفهم منه أن الصندوق سيتوجه إلى غير الشرائح ذوي الفقر المدقع, ومع ذلك لا زال الكثيرين يظنون أن مهمة الصندوق رفع المستوى المعيشي للمواطن السوري بشكل عام.

ما هي آليات الاستهداف وكيف سيتم تحديد المواطن المستحق للإعانة؟

إن تحديد آلية الاستهداف يعني من هو مستحق الإعانة وكيف يمكن الوصول إليه, ونحن درسنا في هذا الصدد التجارب الدولية لآليات الاستهداف المختلفة وتمكنا من تحديد أكثر الآليات موضوعية بما يتناسب والواقع السوري حيث تمت أقلمتها مع هذا الواقع بالنظر إلى مستوى المعيشة وخارطة الفقر بحيث تمكننا من تغطية أكبر نسبة ممكنة من الفئات الأشد فقرا, وقد وصلنا إلى أكثر الآليات أهمية وهي آلية اختبار محددات الدخل التي يتم من خلالها تحديد مجموعة العوامل المرتبطة بالوضع المعيشي مثل مستوى التعليم مكان السكن الوضع العائلي الوضع التشغيلي وما إلى هنالك من هذه العوامل.

كما تم اعتماد حوالي 110 من المتغيرات الأكثر ارتباطا بالمستوى المعيشي حيث سيتم إعطاء كل هذه المتغيرات أوزان على أساس أنها تعكس المستوى المعيشي للأسرة ثم يتم حساب معدل الإنفاق في الأسرة.

وهذه الآلية هي الأكثر موضوعية من خلال استبعاد أي تقييم مزاجي قد لا يوصل الإعانات إلى مستحقيها.

كيف وجدتم الواقع المعيشي في سورية من خلال دراستكم له؟

إن خارطة المستوى المعيشي في سورية بينت أن هناك تفاوتا كبيرا في المستوى المعيشي حسب المناطق والتوزع الجغرافي للسكان في سورية, فقسمنا سورية إلى أربع مناطق وأخذنا بعين الاعتبار الاختلاف بين أهل المدن والريف, مثلا من لديه مستوى تعليمي معين في الريف ليس كمن لديه نفس المستوى التعليمي في المدينة لأن فرص ابن المدينة للعمل دائما أكثر وأكبر, لذلك فإن التباين الجغرافي بين المناطق السورية أخذ بعين الاعتبار.

هل تعتقدون أن المعايير والآليات التي وضعت كفيلة بإلغاء التدخل "المزاجي" والوصول إلى المستهدفين؟

هناك دائما هامش للخطأ بحيث قد تصل المعونة إلى شخص لا يستحقها أو أن شخصا يستحق لكنه خارج تغطية الصندوق إلا أننا نسعى لتضييق هذا الهامش إلى أقل حد ممكن من خلال تشكيل قائمة بالمستهدفين بحيث لا يكون القرار من أي شخص حول من هو المستحق بل يكون التدخل الإنساني فقط في عملية التحقق من صحة البيانات حول هذه العائلة وإذا ما كانت تستحق الإعانة وذلك من خلال زيارات ميدانية لعمال اجتماعيين, ونحن في صدد إصدار القائمة النهائية لمستحقي الدعم من الصندوق.

ما هي مصادر تمويل هذا الصندوق؟

إن تمويل الصندوق كاملا سيكون من ميزانية الدولة بحيث تحدد الحكومة حجم ميزانية الصندوق ويتم على أساسها وضع سيناريوهات الاستهداف بما يجعل هذا الصندوق يتميز بالمرونة, لكنا في المقابل نستطيع تقديم تصور لاحتياجاتنا وفقا للبيانات التي وصلنا إليها إلى الحكومة بحيث يتم أخذها بعين الاعتبار عند تحديد الميزانية, وليس بالإمكان وضع ميزانية مفتوحة من قبل الدولة فالصندوق وجد من أجل التوجيه الأفضل للموارد إلى الناس الأفقر وهناك أموال تدفع من قبل الدولة على الدعم وبهذه الطريقة يتم إيصال بعض من أموال الدعم الحكومي لمستحقيه الفعليين من الناس الأشد فقرا والأكثر هشاشة.

لماذا لن يتم إطلاق الصندوق قبل بداية العام 2009 على الرغم من تصريحات رسمية حول جهوزيته؟

إن الصندوق جاهز من حيث الأدوات, لكن حتى ننفذ آلية الاستهداف يجب أن نحضر آلياتنا التقنية قبل البدء بالعمل ويجب أن نعلم أن الأمور ليست ميسرة كثيرا بسبب بعض الممارسات البيروقراطية, إلا أننا نلمس بالمقابل المتابعة اليومية من قبل الحكومة لهذا الصندوق والمراحل التي وصل إليها.

وحسب تصريحات وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ديالا الحج عارف المبالغ سيتم توزيعها في العام 2009, لكن يجب أن ننتهي أولا من تحديد الشرائح المستهدفة.

ما هي طبيعة الإعانات هل ستكون نقدية أم عينية؟

وفقا لمرسوم الصندوق من الممكن أن تكون الإعانات نقدية أو عينية لكن ما يخطط له أن العائلات المستحقة سيصرف لها مبلغ معين بشكل شهري أو ربعي أو نصف سنوي, مع إمكانية تحديد إعانات عينية عند الحاجة.

كيف سيتم تحديد مستفيدي الإعانات الدورية والإعانات الطارئة؟

يمكن تبيان ذلك من خلال أهداف الصندوق الثلاثة وهي أولا حماية ورعاية الأسر المستهدفة من خلال تقديم إعانات دورية أو إعانات طارئة حسب سياسات الدولة وبذلك نقدم المساعدة للمستهدف على المدى القصير والهدف الثاني هو الاستثمار في رأس المال البشري على المدى البعيد حيث نتعرف على الأسباب التي جعلته ضمن الشرائح الأكثر فقرا ثم نقوم بربط الإعانات بشروط تنموية بحيث لا يحصل المستهدف على الإعانة حتى يحقق متطلبات تنموية, أما الهدف الثالث هو تمكين المستفيدين القابلين للتمكين وجعلهم منتجين وبالتالي إخراجهم من الصندوق, أما المستفيدين غير القابلين للتمكين هم بحاجة للمعونة بشكل دائم ولا يمكن إخراجهم من الصندوق مثل المسنين جدا والمعوقين فيتم رعايتهم بالصندوق بشكل دوري.

من هي الجهة المسؤولة عن إدارة الصندوق؟

الصندوق له شخصيته الاعتبارية واستقلاله المالي والإداري كهيئة أو كمؤسسة يرأسه مجلس إدارة برئاسة وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل.

هل سيكون الاستهداف للأسر أم للأفراد أم أن هناك وحدات اجتماعية أخرى؟

النظام مصمم أساسا لاستهداف الأسر بالاستناد إلى وجود دفتر عائلة لدى الأسرة لكن يبقى هناك هامش للحالات الخاصة التي تحدد وتدرس في وقتها من قبل القائمين على الصندوق.

هل الاستفادة من الصندوق حكر على السوريين أم يحق لغيرهم الاستفادة منه؟

يستفيد من الصندوق السوريون ومن في حكمهم أما حالات الاستفادة من جنسيات أخرى تترك للحكومة ولمجلس الإدارة, لكن في شكله الحالي هو موجه للسوريين ومن في حكمهم فقط.

ماذا بالنسبة للفلسطينيين والعراقيين المقيمين إقامة شرعية في البلاد؟

إن الفلسطينيين والعراقيين المقيمين في سورية يتلقون الإعانات من جهات دولية مانحة ومن وكالات الغوث المختلفة وتوجيه الإعانة لهم من خلال هذا الصندوق لن يكون في صالحهم لأن الجهات المانحة لهم ستعتبر أنهم يتلقون الإعانة ولا داعي لإعانتهم.