بمشاركة وفود عربية وإسلامية.."مؤتمر دور العلماء في ضبط الخطاب الديني" يبدأ أعماله بدمشق

انطلقت صباح الأحد فعاليات المؤتمر الذي تقيمه وزارة الأوقاف بعنوان "دور العلماء والدعاة في ضبط الخطاب الديني ووحدة الأمة" بمشاركة وفود من الدول العربية والإسلامية في قصر المؤتمرات بدمشق.


ويتناول المؤتمر عددا من المحاور الهامة منها توصيف وتحليل الوضع العالمي سياسياً واقتصادياً والتباحث حول مسؤولية علماء الأمة في ترشيد الخطاب الديني ودراسة أثره على الأمن المجتمعي، وتحديد أهم ملامح الخطاب الإسلامي الصحيح وعرض الخطوات العلمية في ضبط هذا الخطاب، وأهمية الخطاب الديني الواعي.



وقال نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم إن "السمة العامة للناس أن ينقادوا إلى العلماء فإن رأيتم جماعة منحرفة فيجب التفتيش عن رأسها لأن الناس يتحركون بالعصبية، أما العلماء فهم الذين يرشدون إلى الحق ويعلمون الطريق نحو الصلاح ".

وأضاف القاسم أن" الخطاب الديني الإيجابي هو خطاب رحمة والألفة والتقريب وبالتالي عندما نتلمس خطوات عدد من الآيات القرآنية نجد هذا النفس الإيجابي في الخطاب فالله يدعونا أن ندعو الناس بالحكمة والموعظة الحسنة ويدعونا أن لا نكرههم على الدين حتى و لو خالفونا ودعانا أن نحاور أهل الكتاب لنبحث عن القواسم المشتركة معهم وأكد على أن نكون جماعة واحدة".

ولفت القاسم إلى أن "عناونين الخطاب الإسلامي مسؤولية شرعية تقع على عاتق العلماء أولا أما من خرج عن هذه الصيغة وهذا الخطاب فلا يمكن أن يكون داعية حتى ولو تلبس بلبوس الإسلام فهو في الظاهر يحسب نفسه على الإسلام وفي الباطن شيطان يتحرك في الأمة يفسد فيها ويخرب".

وأكد نائب الأمين العام لحزب الله أن "التوتر المذهبي ينطلق من مصدرين الأول علمائي بخلاف كل القواعد التي دعا إليها الإسلام وهؤلاء إما أنهم تكفيريون أو أنهم لعانون، والثاني توتر سياسي ناشئ عن إثارة عصبية الجماعة لتحقيق مصالح خاصة بالزعيم أو الجهة بعيدا عن طاعة الله فلا تجد في كلامهم كلمة واحدة تقرب إلى الله أو تعود إلى القرآن وإنما هي منافعهم الدنيوية التي يحرضون من خلالها الناس بلبوس ومظاهر لا تمت إلى الخلاف المذهبي بصلة".



بدوره، قال الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي أن "المؤسسات العدوانية التي تمارس الغزو الفكري للإسلام وتستهدف تضامنهم لم تبلغ في أي عهد مضى ما بلغته اليوم من الضراوة واستعمال الوسائل المختلفة للإيقاع بين المسلمين بل بين الأشقاء عموماً".

ولفت البوطي إلى أن "الغزو الفكري للإسلام اشتد في أعقاب انهيار الاتحاد السوفيتي لكن أخطرها العمل على تفكيك روابط التآلف والتعاون بين الأمة وبين أفراد الأسرة الإنسانية جمعاء"، مشيراً إلى أن "الاختلاف كان ولا يزال في أمتنا ورغم البحث المطول لم يكن هذا الخلاف في أي عصر من العصور سبباً في التصادم أو الشقاق بين المسلمين مع بعضهم أو بين المسلمين وغيرهم، كون الاختلافات تنبع من رؤى فكرية متحررة عن العصبيات والأهواء".

وأردف البوطي أنه "مهما استمر الخلاف بهذا الشكل التعاوني منبعثاً من القناعات الفكرية والاجتهادات المذهبية صافية عن الشوائب لن يستطيع العدوانيون أن ينالوا مرادهم"، لافتاً إلى أن "خطورة الخلاف عندما ينبعث من عصبية نفسية أو أنانية فردية أو جماعية".


من جهته، أكد بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس غبطة البطريرك زكا الأول عيواص أن" للخطاب الديني دور هام في توعية المؤمنين بالاهتمام بحياتهم الروحية والاجتماعية والوطنية ودفعهم لاحترام الآخرين على عكس ما تقوم به بعض وسائل الإعلام المغرضة"، مشيراً إلى "التنبه للتحديات التي تواجه الأمة وضرورة التصدي لها بالإيمان بالله تعالى والمحافظة على الوحدة الوطنية والتي تعود إلى فجر الإسلام".

وأضاف البطريرك أن "الدين في سوريا هو ثقافة حياة بكل جوانبها ويقر بالتعدد ويدعو على الحوار ورغم تعدد المذاهب والطوائف إلا أن الوطن يجمعنا ويوحدنا"، لافتاً إلى "القدرة على مواجهة جميع أعداء الوطن بالداخل والخارج تحت ظل القائد بشار الأسد والإرادة القوية واستمرار الوحدة الوطنية كونها قانون حياة مهما تقلب الزمن وتبدلت الأحوال".



من ناحيته، لفت الأمين العام للمجتمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية آية الله محمد علي التسخيري إلى أن "رسالة الدعاة تتلخص في كلمتين وهي مأخوذة من قوله تعالى "ولقد بعثنا في كل أمة رسول أن اعبدو الله واجتنبوا الطاغوت"، مشيراً إلى أن "علاج الأمة في حل خلافاتها القرآن".

وحول المراد من الخطاب الديني قال التسخيري "لابد للخطاب أن يكون موضوعيا وأن يركز على محور الحديث دون الضياع في الطرق الفرعية، وأن يكون متناسباً للحال قطعي عملي موضوعي متوازن وأن يوازن بين الدنيا والآخرة كما لابد له من أن يكون خطاباً يبتعد عن الخرافات وليس خطابا مسيئاً جارحا حتى للكفار كون الخطاب الجارح قاتل"، مضيفاً أن"الداعية عليه أن يتصف بالوعي والتحمل والإخلاص والاتجاه إلى الله تعالى والتعاون".



يذكر أن المؤتمر سيستمر لمدة يومين يناقش فيه عدد من المواضيع المختلفة منها أثر الخطاب الديني على الأمن المجتمعي، والخطوات العملية في ضبط الخطاب الديني، وأهمية الإعلام في وحدة الأمة والتباحث في خطر الفضائيات غير الملتزمة وصناعة الأهداف الوهمية والخلط بين المقاومة والإرهاب في وسائل الإعلام الغربية.