القرآن اليوم *بين صناعة التأويل في الكلام والتلاعب بمفاهيم نصوصه

ijk

بداية لابد لي من أن أشكركم على رفدكم عقولنا, بالمعلومات المتنوعةمن خلال موقعكم

راجباالله لكم التوافيق والسداد في الرأي

" الكيان الإنساني إذا أسقطنا منه صورة اللحم و الدم و هي الجسد , بقي منه العقل و الوجدان

و المشكلة الكبرى في حياة الإنسان تتمثل في أن الدوافع السلوكية في حياته إنما يأتي معظمها من الوجدان,

ونصيب العقل فيها نزر يسير .

و الدليل على ذلك أن أكثر الذين يتمتعون بمدارك واعتقادات سليمة لا يلزمون أنفسهم على صعيد التطبيق

إلا بجزء يسير مما تستوجبه قناعاتهم و اعتقاداتهم "1

- أقول هذا الكلام للذين يجعلون من أهوائهم ورغباتهم النفسية حجابا يسدلونه على الموازين و النصوص

و الأحكام لتكون القائد الموجه لعقولهم في ساحة البحث و النظر من اجل أن لا يخلطوا بين الحق وما يوهمونه أنه حق .

" هذا الكلام إضافة إلى ما ذكرت يلفت النظر إلى مشكلة واسعة في حياتنا الإسلامية اليوم هي باختصار مشكلة إحلال الفكر الإسلامي محل العلم بحقائق الإسلام و التزود من أحكامه الفقهية الثابتة "2

ولعل من أشد الأمور ضرورة للتعرف على المعلومة الإسلامية الصحيحة أن نعلم الفرق بين الفكر الإسلامي

و العلوم الإسلامية و ذلك كي لا تلتبس طبيعة الفكر الإنساني بحصيلة الوحي الإلهي , ومن لايريد أن يستيقن بهذا الفارق فلن يستطيع أن يتعرف على الحق .

و الحقيقة أن المسؤول في هذه الحالة هو فقد الرغبة الجادة في دراسة الإسلام بغية معرفة هذا الحق .

" الفكر الإسلامي يشمل سائر المحاولات الثقافية و الدرسية للتعرف على جانب ما من جوهر الإسلام

و حقيقته كما يشمل سائر التصورات الذاتية التي يعود بها الدارس أو الباحث دقيقة كانت أم سطحية بل صحيحة كانت أم باطلة

إن الحصيلة التي تتجمع من هذه البحوث و الدراسات متمثلة في كتابات او محاضرات أو مساجلات تسمى على اختلافها الفكر الإسلامي

أما العلوم الإسلامية فتعني كل ما يتضمنه الإسلام بيقين من العق ائد و الأحكام و النصوص الدالة عليها

و مقاييس اليقين معروفة في قواعد علم أصول الفقه "3

وانطلاقا من هذا الفارق الذي يبرز العمود الفقري للإسلام أقول :

إن بعض الناس الذين يملكون اختصاصا معينا ولا يملكون مثله في دين الله ( الإسلام ) يتخذون من قداسة المركز الذي يمثلونه في الحياة الإسلامية طريقا إلى الدعوة لتقديس الخطأ الذي يقعون فيه فكريا و عمليا فلا يتواضعون لمن يملك الاختصاص الإسلامي والمعرفة الإسلامية, فيفرضون على الناس إرهابا فكريا يحظر عليهم أن يناقشوهم أو يجادلوهم , وان ناقشوهم او جادلوهم , تحايلوا عليهم بلي عنق النصوص القرآنية و الحديثية ليخرجوها

من المعنى الذي يريده الله و رسوله , إلى المعنى الذي رسخ في عقولهم حسب ما تتشوق إليه نفوسهم

ومن المؤسف أن نرى شيوع هذه الأفكار في كتبنا الإسلامية إلى الحد الذي جعلنا نعتبرها جزءا من ديننا الحنيف .

خلاصة القول أننا في هذا العصر أوجدنا وجهين لديننا الإسلامي ( وجه علمي , و الآخر فكري )

الأول : يتكون من عقائد و أحكام و نصوص دالة عليها بيقين

والآخر : يقوم على أساس التصورات الذاتية التي يعود بها الباحث او الدارس دقيقة كانت أم سطحية صحيحة كانت أم باطلة كما ذكر آنفا . وتحول الأمر إلى صناعة ثقافة إسلامية معاصرة تتجه إلى الأفكار

و تعرض عن العلوم.

" لقد انصرف كثير من المثقفين الإسلاميين عن الدراسة العلمية الأكاديمية للإسلام , المتمثلة في دراسة قواعده الفقهية الكلية , وأحكامه الفقيهة الجزئية , وقواعده الأصولية المتمثلة في منهج تفسير النصوص , والاستعاضة عن ذلك بقراءة الكتب الفكرية , أو الاطلاع على المراجع التاريخية أو الأدبية أو الاجتماعية , وهذه المراجع

لا تعود على القارئ بشيء من القواعد والأحكام الشرعية قط ,كما هو واضح ومعلوم . 4

وعلى هذا يتحلل المجتمع من زيه الأصيل ليرتدي الزي الدخيل و ينسلخ عن جذوره الأصيلة ليستبدل الدخيل بالأصيل .

و يأتي من يلهج بروح العصر التي تأبى التقيد بالقديم و يأتي من يسبح بحمد العلم و يزعم في المجالس أن العلم هو الذي يوجه فكر البشر في عصر الفضاء و التكنولوجيا ومن ثم فان التمسك بما في المجتمع من أفكار و قيم

لم تمسها روح العلم التي انفجرت في ديار الغرب هو عين التخلف "5

ومهمة الدعاة إلى الله عز و جل في هذه الحالة أن يشدوا الناس إلى العلوم الإسلامية بالأسلوب الحكيم الذي يجسد القوة دون قسوة و يوحي باللين من غير ضعف لتظل العلوم الإسلامية الملجأ الوحيد الذي يلجا إليه التائهون في دياجير الضلال الفكري و المعاندون الذين يريدون أن يبدؤوا خطواتهم في طريق الرجوع إلى الحق .

وعليه فلا بد من أن تصمت الأفكار و تستنطق العلوم . للبحث تتمة

من طرف **البحر** الأحد يوليو 11, 2010 3:18 pm

نريد الامثلة وهذا الكلام ليس بعيدا عني وممكن اعرف من يفكر به وشكرا مع التحيات

القرآن اليوم *بين صناعة التأويل في الكلام والتلاعب بمفاهيم نصوصه

القرآن اليوم *بين صناعة التأويل في الكلام والتلاعب بمفاهيم نصوصه

كلام قوي