توحيد الأذان يقابل بالرفض .. وبعض الأصوات الرديئة تستمر برفعه

من طرف **admin** الثلاثاء سبتمبر 08, 2009 3:40 pm

حبش: المآذن منارات فنية تقدم فيها مواهب كثيرة البزم: يجب إبعاد الوساطة والخواطر في اختيار المؤذنين

" يا أخي صوته مثل "الجاروشة"، نشاز بنشاز، ما ذنبي وذنب أطفالي الثلاثة كي نستيقظ فجر كل يوم، منتظرين ان ينتهي، وما ان ينتهي حتى يبدأ اخر من مئذنة اخرى.."

هكذا يُعبّر ابو فريد عن ضيقه من "قبح صوت المؤذن" الذي ينطلق من المأذنة المقابلة لشقته، حيث يسكن الدور الرابع في حي شعبي ولا يفصلهما سوى شارع ضيق.

ابو فريد حاول مع القائمين على الجامع ليخفضوا مستوى صوت المكبر، دون جدوى، وهو يؤيد بحماس "توحيد الأذان في المدن السورية على ان يتم اختيار أفضل الأصوات، وجعلها ضمن طبقة معينه".

بالمقابل مدير أوقاف دمشق صرح لسيريانيوز بان "الفكرة جميلة لكن تطبيقها غير ممكن لأنها ستحرم نحو 9 آلاف مؤذن من عملهم"، في حين دعا عضو مجلس الشعب الدكتور محمد حبش إلى إصلاح الأذان رافضا تحويله إلى "طقس الكتروني يدار بكبسة زر"، وبذات السياق دعا مفتي دمشق الشيخ عبد الفتاح البزم إلى استبعاد "المحاباة والواسطة باختيار الأصوات" رافضا فكرة توحيد الأذان التي دعا اليها في وقت سابق مفتي الجمهورية الشيخ بدر الدين حسون وسبق ان تمّ تطبيقها في أكثر من دولة عربية.

مؤذن واحد ام عشرة آلاف..؟

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]مدير أوقاف دمشق الشيخ احمد سامر قباني صرح لسيريانيوز "هذا الموضوع يجب ان يكون عن طريق وزارة الأوقاف ويرجع إلى قرار وزاري، برأيي الخاص الأمر يحتاج إلى دراسة ويحتاج إلى إعادة نظر لأنه فيها تعطيل شعيرة من شعائر الإسلام وارد في البخاري وفي مسلم، ولا يمكن تجاهله، فهو علامة على دخول الوقت".

وينظر القباني للأمر من زاوية أخرى "في دمشق وحدها هناك 600 مسجد وبالتالي لدينا 600 مؤذن، فإذا وحدنا الأذان فما سيبقى لهؤلاء، ماذا سيبقى لنحو تسعة آلاف مؤذن على مستوى سوريا..؟".

ولم ينكر القباني بان هناك معاناة من أصوات بعض المؤذنين مؤكدا بان الوزارة" تقوم بفحص المؤذن، ولا يدخل إلى وظيفة الأذان الا بعد تجاوز امتحان والحصول على درجة، والا فإنه يؤجل ستة أشهر وسنة.."

وبحسب القباني فان نظام الاختبار جرى تطبيقه منذ عامين فقط وبالتالي فإن المشكلة تنحصر مع"المؤذنين السابقين، الذين لم يخضعوا لاختبار ومعظمهم تقدم في السن وتراجع صوته، وبعضهم مضى عليه 40 سنة في المسجد، فينظر إلى نفسه بأنه القائم على المسجد، وبالتالي فان نقله يحتاج إلى تروٍ وتؤدة، ومع ذلك انهينا عمل الكثير من هؤلاء بطريقة مرضية".

لا يخفي القباني وجود شكاوى من المواطنين "وصلتنا شكاوى من سيريانيوز وغيرها عن بعض حالات الإزعاج وقمنا فورا بتحويل اتجاه "البفلات"، في المزة حيث يوجد ابراج سكنية بمستوى المئذنة فقمنا بتغيير اتجاه "البفل" نحو الاعلى، لان هذا غير مقبول، قد يكون هناك اولاد صغار أو مريض فيستيقظون مرعوبين، خاصة ان "البفل" قوته كذا واط وكان موجه إلى الشقة.. لا ضرر ولا ضرار".

إصلاح الأذان..

بينما يرى النائب الإسلامي في مجلس الشعب د.محمد حبش ان "توحيد الأذان من حيث المبدأ هو اجتهاد منوط بولي الأمر شرعا، ولا بأس ان يقوم ولي الأمر بالدعوة إلى توحيد الأذان أو فرض توحيده، اذا وجد مصلحة في ذلك، لكن اذا كنا نتحدث عن الفتوى فأنا شخصيا لا أرى ضرورة لتوحيده، فالمآذن هي منارات فنية، تقدم فيها مواهب كثيرة، وأظن بان كل سوري يتمتع بسماع الأصوات منها".

يستدرك حبش بالقول"بالطبع سأكون منزعجا إذا ما سمعت صوتا قبيحا، ونحن مع وصول الأصوات الجميلة إلى المآذن، نؤيد قيام وزارة الأوقاف بمنع الأصوات "الجشه"، واستخدام الكاسيت للحصول على أصوات جميلة، لمؤذنين مشهورين، لكن ان نحول الأذان إلى طقس الكتروني يدار "بكبسة زر"، لا اعتقد بان هذا هو المطلوب، وسيفقدنا الروحانية التي تعودنا في بلادنا".

يتابع حبش "اما صوت الأذان، كلمة الله واكبر فهي محبذة لدى كل قلوب السوريين، يستحسن ان تبقى، أنا شخصيا لا أرحب بتوحيد الأذان، وأفضل إصلاحه ، وان تكون هناك توجيهات مباشرة من الأوقاف لاختيار الأصوات الحسنة والالتزام بالوقت ولعدم إضافة مناجاة من المآذن واعتقد هذا كاف".

رفض وقبول..

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يوضح مفتي دمشق البزم بان "الأذان ليس هو فقط إعلام عن الصلاة، وبل هو عبادة وذكر أيضا"، وهذه حجة البزم في رفضه لفكرة توحيد الأذان" لدينا في سوريا نحو عشرة آلاف مسجد، فهل نعطل عشرة آلاف حنجرة عن العبادة الذي هو اعلان الشهادتين وذكرالله اكبر وإعلان كلمة التوحيد..هل نضع بدلا منها حنجرة واحدة عبر الإذاعة..! وغدا نستبدل المؤذن الواحد بكاسيت، ونمحي كل هذه العبادة".

ويضيف البزم"الصلاة والصيام مرتبطين بدخول الوقت وليس بالإعلام بالذات، فلنفرض ان الكهرباء انقطعت وقت الإفطار فهل نمتنع عن الإفطار..! لكن هذا الإعلام عباده فلا نعطل هذه الشعيرة، حين نوحد الأذان بذلك سنعطل نحو 10 آلاف حنجرة من أداء هذه الشعيرة، ونحن لسنا مع هذا".

وحين نرد على الشيخ انه من الممكن عمليا ان يؤدي المؤذن الصلاة دون ان يستخدم الميكروفون الذي لم يكن موجود على زمن الرسول(ص) فيجيب" هل نستطيع ان نطلب من الكنائس ان لا تدق أجراسها ونحن في بلد الإسلام..! على الزمن الرسول لم يكن هناك طيارة فهل نذهب إلى الحج على الجمال..!؟".

بالمقابل نشير الى ان مفتي الجمهورية الشيخ بدر الدين حسون أيّد فكرة توحيد الأذان وشرحها في وقت سابق لإحدى الفضائيات قائلا" سيصدر الأذان من جامع واحد, ويتردد لاسلكيا وبنفس اللحظة في جميع الجوامع, دون الحاجة إلى الإذاعات ومكبرات الصوت".

وأضاف حسون "المشروع لن يؤثر على وظائف المؤذنين لأن كل مؤذن سيبقى يؤذن داخل جامعه بلا إذاعة، وغايتنا جعل الأذان موحدا في المدينة عن طريق اللاسلكي وعبر مؤذن واحد، وأما المؤذنون فيبقون في مساجدهم ولكن دون استخدام الإذاعات, هذا مشروع تنظيمي جمالي, يهدف للسيطرة على الفوضى السمعية, لا يتعارض والنص الديني".

معالجة الأصوات الرديئة

وحول رؤيته لمعالجة الاصوات الرديئة وتفاوت توقيت رفعها للآذان يقول البزم "من يطلبون توحيد الأذان بسبب من سلبياته، نحن قادرون عن طريق وزارة الأوقاف معالجة هذه السلبيات، أحيانا نسمع أصوات منكرة، فنختار الأصوات الجميلة، يوجد تفاوت بالوقت، فنقوم بتقيدهم بالوقت"، ويستدرك" من الصعب الضبط على الثانية لكن من الممكن الضبط خلال الخمس دقائق الاولى بحيث يعلن الأذان خلالها".

وعن ارتفاع الأصوات، يكشف البزم أنه نبه المؤذن في الحي الذي يسكنه كي "لا يرفع صوت الميكرفون اكثر من درجة واحدة في صلاة الفجر فهي تكفي، فربما كان هناك مريض اوشخص لم ينم طوال الليل.."

ويكشف البزم بأنه تم تشكيل لجان من عدة وزارات مختلفة في وقت سابق وبأنهم خرجوا بنتيجة تقول" الشام هي بلد الإسلام والكل يردد كلمة رئيسها سوريا الله حاميها، فلنجعل هذه الشعيرة قائمة، السلبيات معروفة ونحاول عن طريق العمل الإداري ان نتخطى السلبيات، من خلال مسابقة لاختيار الأكفأ، يجب ان لا نجعل الوساطة أو الخواطر تلعب دور في اختيار المؤذن، ثم نركز عليهم للتقيد بالوقت.."

الزيادات على الأذان

بحسب الشيخ البزم فان الأذان "يبدأ بالتكبيرتين، اشهد ان لا الله الا الله، اشهد ان محمدا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الفلاح، الله اكبر الله اكبر، اشهد ان لا الله الا الله، وهنا ينتهي الأذان، وبعض الزيادات ليست من الأذان، انا أدعو الناس للكف عند لا الله الا الله، هذا أذان السنة الذي كان يؤذن به بلال أمام الرسول(ص).."

وبذات السياق يرى د.حبش "هناك إضافات كثيرة يتم إلقاؤها على المنابر وعبر المآذن وهي غير مطلوبة، أصل المئذنة تمّ تشريعها لكلمات الأذان المعروفة، اما الموالد والدروس والمحاضرات والمناجاة والتسبيح هذه كلها من الممكن ان تمنع من خلال المآذن، ونحن نميل إلى هذا الرأي وخاصة عند الفجر لأنها تشكل إزعاجا".

اما مدير أوقاف دمشق القباني فيكشف" صدر تعميم من الوزارة بالسماح فقط قبل 8 دقائق من صلاة الفجر بالتذكير وجرى تأكيده بعدة تعاميم لاحقة.. قبل 8 دقائق وليس نصف ساعة أو ساعة، وبصوت مقبول بحيث لا يزعج أحداً من الجوار".

تجارب خجولة..

في دولة الإمارات العربية تم تطبيق فكرة توحيد الأذان عبر شبكة ربط الكترونية، اما في مصر فان الفكرة وبعد البدء بتطبيقها في القاهرة وعبر الإذاعة فان مجلس الشعب المصري لم يصادق على قرار وزير الأوقاف وتم التراجع عن تطبيقها وفقا لبض المصادر الصحفية.

ابو فريد وغيره ممن يؤيدون فكرة توحيد الأذان ينطلقون من القول بأنه "إذا كانت غاية المؤذن هي إعلام المسلمين بدخول الوقت وحلول موعد الصلاة، فإننا في عالم ثورة الاتصالات أصبحنا نملك خيارات واسعة لتحقيق هذه الغاية بالشكل الأمثل، عبر صوت واحد مختار بعناية يتم ربطه لاسلكيا مع كل المآذن وفي كل محافظة بشكل مستقل".

بحسب مصدر مطلع بوزارة الأوقاف فانه تم توقيف المشروع الذي طرح لاول مرة عام 2007، حيث قابله بعض "العلماء" بالرفض"تحت حجج متعددة أبرزها أن الأذان عباده وان توحيده سيقطع أرزاق المؤذنين الذين يتعيشون من عملهم بالأذان ويتوارثون هذا العمل اباً عن جد.

جديع دواره – سيريانيوز

\n
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]